
الولايات المتحدة الأميركية أرسلت إلى الدولة اللبنانية “مذكرة جلب” إلى التفاوض مع العدو الإسرائيلي.
ويشعر البعض في لبنان أن التفاوض “خيار حتمي” ولم يعد بإمكاننا الهروب منه، وهذا غير حقيقي. فالدول ذات السيادة يمكنها أن تقرر أن تفاوض أم لا، تبعاً لمصلحتها العليا.
ولكن للمتحمسين لخيار التفاوض نقول: فلنفاوض، ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، ولنُجِب أولاً عن الأسئلة التالية:
1 – هل “إسرائيل” تريد السلام فعلاً.. أم أنها تريد التوسع تحقيقاً لمشروع “إسرائيل الكبرى”؟
2 – هل من يريد السلام، يستمر بالاحتلال وبالاغتيال وبإطلاق النار؟ وهل “إسرائيل” أعطت إشارة ما بأنها مستعدة للإنسحاب من الأراضي التي تحتلها، وبوقف عدوانها، أم أنها في كل فرصة تعلن “لاءاتها” وتؤكد المضي في ما هي عليه؟
3 – هل التجارب مع “إسرائيل” مشجعة؟ فهي لم تلتزم حتى بالإتفاقات الجزئية، فكيف ستلتزم باتفاق كبير بحجم السلام العادل والشامل تحت سقف سيادات الدول؟!
وماذا تقول لنا تجارب السلطة الفلسطينية والأردن ومصر، وحتى القرارات الدولية؟!
هل تعيش الضفة بسلام رغم “اتفاق أوسلو”؟ وهل تملك مصر قرارها رغم “اتفاق كامب دايفيد”، أم أنها خاضعة لما تقرره “إسرائيل” حتى في قضايا صغيرة مثل المعابر والمساعدات؟
4 – هل من ضمانات ولجنة “الميكانيزم” لم تضمن شيئاً، واتفاق غزة خلّف بعده عشرات الشهداء؟
مهلاً، “إسرائيل” ليست كياناً موثوقاً، والولايات المتحدة لا يهمها في كل المنطقة إلا هذا الكيان، والدول الأخرى بلا حيلة.
لا تستعجلوا إلى الاستسلام، فبالاستسلام ينتهي وجودكم، ولن تَسلموا.